قبل بضعة أيام، حدث شيء غريب، كنت أنا وصديقى جالسين في البيت وتحدثنا حول رحلتنا الأخيرة والتي كانت بغرض الترفيه والابتعاد عن العمل وأننا نرغب في تكرار تلك الرحلة مرة أخرى، في اليوم التالي، تلقيت أنا وهو كمية إعلانات وعروض رحلات على فيسبوك بأسعار مخفضة، بدا الأمر لنا كأنه محض صدفة غريبة ولكن عند البحث عن قصص مشابهة على الإنترنت وجدنا أن كل شخص لديه قصة بالفعل عن هاتفه الذكي وأنه يستمع لما يُقال ويتنصت على المستخدمين، فهل هذا الأمر حقيقي أم أنه مجرد شائعة منتشرة على الويب.
هل يستمع الهاتف الذكي إليك؟
ادعى مستخدمون أن هناك شيئا مريبا يحدث مع هواتفهم الذكية، حيث يعتقدون أن ميكروفونات تلك الهواتف يتم استخدامها لتسجيل ما يقولونه، ويتم استغلال تلك المعلومات واستهداف المستخدمين عبر إعلانات كثيرة على مواقع الويب وفيسبوك ويبدو أن هؤلاء المستخدمين لديهم في الغالب هواتف تعمل بنظام التشغيل أندرويد 7.0 أو إصدارات أقدم.
ربما تعتقد أن هذا الموضوع غير صحيح ولكن الأدلة القصصية التي يرويها المستخدمين مقنعة تماما، وهناك تقرير أعدته الصحفية Zoe Kleinman بموقع بي بي سي والذي أظهرت بعض تلك القصص التي حدثت لبعض الأصدقاء والمقربين منها مثل قيام أحد الأصدقاء بالشكوى من الصداع النصفي وفي اليوم التالي ظهرت مجموعة من الإعلانات الخاصة بالصداع النصفي وكيفية التخلص منه على تويتر بينما كان شخص يتحدث مع أخته حول مشكلة الضرائب ليجد بعدها إعلانات فيسبوك حول أفضل خبراء الضرائب والمحاسبين لتقديم المشورة وغيرها من القصص المريبة.
هل حقا يمكن للهاتف التجسس والتنصت على ما تقوله؟
هل الهواتف الذكية قادرة على الإستماع لمحادثاتك واستهدافك بالإعلانات المزعجة، أنها فكرة مخيفة ولكن ربما لا أساس لها من الصحة حيث قام باحثون بإختيار أكثر من 17000 تطبيق شائع ومعروف للمستخدمين لمعرفة ما إذا كانوا يستخدمون ميكروفون الهاتف لإلتقاط الصوت دون أن يدرك الشخص ذلك وشملت التطبيقات فيسبوك ويوتيوب وجوجل وغيرهم ومع أن هناك أكثر من 8000 تطبيق لديه إذن الوصول للكاميرا والميكروفون بالهاتف إلا أن الباحثين لم يجدوا دليلا على أن التطبيقات كانت تتنصت على المستخدم ومع ذلك فقد عثر الباحثون على لقطات وتسجيلات لشاشة الهاتف حول ما يفعله الأشخاص بالتطبيقات على الهاتف الخاص بهم.
هل يمكن لأحد التطبيقات التنصت والتجسس عليك؟
السؤال بطريقة أخرى، هل يمكن للتطبيقات سرقة البيانات التي يتم إلتقاطها من خلال ميكروفون الهاتف الذكي، للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعود للعام 2016 حيث طور بعض خبراء الأمن السيبراني وهما كين مونرو وديفيد لودج، تطبيق بهف تسجيل كل ما يقال في محيط الهاتف وعرضه على الشاشة.
وقال مونرو لـ BBC “كل ما قمنا به هو استخدام الوظائف الموجودة في نظام التشغيل أندرويد، حيث منحنا أنفسنا الإذن لاستخدام الميكروفون على الهاتف وإعداد خادم استماع على الإنترنت وبعدها كل ما سمعه الميكروفون على الهاتف أينما كان، وصل إلينا وبعدها نستطيع ارسال إعلانات مخصصة لمستخدم الهاتف بكل سهولة”.
هل الأجهزة والهواتف تستمع لنا؟
استنكر كلا من فيسبوك وجوجل استخدام الميكروفونات بالهواتف لجمع المعلومات الخاصة بالإعلانات حيث صرحت شركة جوجل بأنها لا تستخدم الصوت المحيط من أي جهاز بغرض الإعلانات بينما قالت شركة فيسبوك أنها تعرض الإعلانات بناءا على اهتمامات الأشخاص ومعلومات الملف الشخصي، إذا ماذا يحدث؟ هل الهواتف تستمع إلينا؟ الحقيقة أن كل تلك الشركات مثل جوجل وغيرها تقوم بالتسجيل لك كما هو الحال مع أمازون من خلال المساعد الذكي ولكن السؤال هنا هل يتم استخدام المعلومات للأغراض التجارية؟
قد يكون الهاتف الذكي الخاص بك يتنصت عليك إذا كان لديك نظام تشغيل قديم من أندرويد ولكن إذا كنت تستخدم إصدارا حديثا من أندرويد من غير المرجح أن تتأثر بهذا الأمر لأن هناك تحسينات خصوصية مع الإصدارات الحديثة وتمكنت من وضع حد لهذا النوع من خرق الخصوصية.