تطبيق الواتساب المزايا والمخاطر
نجح التطور التكنولوجي، الذي بدأ مع القرن الجاري، والذي شهد طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، أن يحقق أهم عناصر العولمة، حيث أنه جعل من العالم قرية صغيرة، يستطيع من في الشمال الغربي أن يتحدث مع المتواجدين في الجزء الآخر من العالم، وبشكل آني وفوري، وبجودة عالية وكل هذا من خلال التطبيقات والهواتف الذكية، وفي مقالنا سنتعرف على أبرز هذه التطبيقات، حيث سنتحدث عن مميزات واتساب، كما سنحاول أن نسرد قصة تطبيق وتساب في الفقرات القادمة.
تاريخ تطبيق Whatsapp
تعتبر فكرة التطبيق كانت بالتزامن مع إعلان شركة آبل، عبر مؤسسها ستيف جوبز عن هاتف الشركة الذكي IPhone 3G، والذي بدأ الإعلان عنه منذ يونيو 2008م، ومنذ تلك اللحظة وبداية تعريف العالم عن ماهية التطيبقات، وكيفية صناعتها، سرعان ما طرأت فكرة واتساب في عقل كل من بريان أكتون وجان كوم.
كانوا الأثنين موظفين سابقين في شركة ياهو! المعروفة آنذاك كأفضل محرك بحث، وأحد أهم شركات البريد الإلكتروني، إضافة إلى برنامجها Yahoo! للمحادثات الآنية، وكانت الفكرة عبارة عن بدء برمجة تطبيق للمحادثات من خلال هواتفهم الذكية، ويكون سعره هو 0.99 دولار سنويًا.
وبعدما وضعوا الخطوط العريضة للفكرة، اجتمعوا مع مطور تطبيقات أيفون الروسي إيجور سولوميننيكوف وبدأوا ثلاثتهم يعملوا على التنفيذ، وتم طرحه رسميًا في 24 فبراير 2009، وفي اليوم ذاته تم تسجيل شركة Whatsapp INC واختيار كاليفورنيا لتكون مقر الشركة.
وبالتأكيد في البداية شهد التطبيق العديد من التخبط، والانهيار والفصل من وقت لآخر، وعدم الاستقرار مع المستخدمين، وبالفعل فكر “كوم” أن يعلن فشله ويستغنى عن المشروع تمامًا، ويعود إلى عمله مرة آخرى لولا تدخل صديقه “أكتون” الذي طالبه بالصبر لمدة شهور قليلة.
وبدأ “سولوميننيكوف” من الإصدار الـ2.0 من واتساب، ليتم طرح التطبيق رسميًا على متجر آبل الرسمي بقائمة ضمن أكثر من 250,000 مستخدم نشط، وعندها انتهز كل من بريان أكتون وجان كوم هذا النجاح في أن يقنعوا أصدقائهم في ياهو ببدء الاستثمار في الشركة بـ250 ألف دولار للفرد، ويعتبر هذا هو التمويل الأول الذي بعده حصل أكتون على حصته كونه شريكًا مؤسسًا للشركة.
وظل هذا النجاح في الازدياد مع مرور السنوات، وخاصًة بعد طرح نسخ لهواتف البلاك بيري وأجهزة الأندرويد، وبحلول عام 2013م كان قد وصل عدد مستخدمي واتساب إلى 200 مليون شخص، وأصبحت قيمة واتساب التسويقية 1,5 مليار دولار.
وفي 19 فبراير من عام 2014م، أعلنت شركة فيسبوك رسميًا عن شرائها تطبيق واتساب، مقابل 19 مليار دولار أمريكي، وتعد حتى الآن هي أكبر عملية استحواذ في عالم الأعمال، وأضافت إدارة فيسبوك بعض من المميزات الجديدة على التطبيق، التي لم تكن متوفرة من قبل، وجعلت من تجربة المستخدمين تجربة ممتعة، وأكثر أمانًا، ويذكر أن وتساب مازال مملوكًا لشركة ميتا / فيسبوك حتى يومنا الحالي.
مميزات تطبيق الوتساب
- يتميز بحماية وسرية عالية خلال المحادثات، نظرًا لاستخدام مطوريه خاصية الـEnd To End والتي تجعل من الصعب اختراقه، سواءًا كان في المحادثات الكتابية كعبارات الوتساب القصيرة والرسائل أو المحادثات الصوتية
- يتيح التطبيق للمستخدمين إمكانية عمل مكالمات صوتية، أو مكالمات فيديو، بجودة عالية، وبثبات أعلى من أي تطبيق آخر مماثل له.
- لا تحتوي حتى الآن وجهته على أية إعلانات من شأنها إزعاج المستخدمين، وهذا ما كان وعد به المؤسسين له العملاء.
- لا يحتوي في تطويره وبرمجته على أية أكواد خارجية، من شأنها الضرر بهاتفك وبياناتك، وعليه تجده موجود بشكل رسمي على متجر آبل، ومتجر أندرويد الرسمي جوجل بلاي.
- يتيح التطبيق للمستخدمين إخفاء حالاتهم، وإخفاء الوقت الأخير الذي كانوا فيه متواجدين.
- تستطيع مسح الرسائل التي أرسلتها من خلاله، دون أن يعلم المرسل إليه ماذا أرسلت.
- أصبح واتساب في إصداراته الأخيرة يتيح للمستخدمين عمل Story، سواءًا كانت بمقاطع الفيديو أو الصور مثلما يحدُث مع تطبيق انستجرام.
- أصبحت أغلب الهواتف الذكية تدعم خاصية فتح رقمين واتساب من هاتف واحد، وتكون هي تلك الهواتف الداعمة لخاصية Clone، أو حتى يمكنك فتح رقمين مختلفين بهاتف واحد من خلال كل من تطبيق WhatsApp، وتحميل Whatsapp Business.
مخاطر تطبيق WhatsApp
هناك العديد من المخاطر التي كانت قد حذرت منها، وخاصًة بعدما انتقد الكثيرين الانتهاكات التي حدثت عام 2019م، بعدما أعلنت الشركة عن وجود ثغرة أمنية مكنت بعد الهاكرز حول العالم، في اختراق العديد من الحسابات باستخدام صور الـGIF، وعلى الرغم من أن الشركة أصلحت هذا العيب، ولكنه كان قد تكرر مرة آخرى في العام والشهر نفسه.
إضافة إلى نسخ وتساب المزيفة، مثل واتساب الذهبي، أو وتساب الأحمر، التي تتيح للمستخدمين بعض من المميزات الغير متوفرة في النسخة الأصلية، إلا أن شركة ميتا قد أعلنت أكثر من مرة أن تلك النسخ تجعل بيانات المستخدمين عُرضة للاختراق.
وفي الختام يعتبر تطبيق وتساب من أفضل تطبيقات الدردشة في وقتنا الحالي، على الرغم أن هنالك الكثيرين الذين حاولوا تأسيس ما يشبهه مثل تطبيق Telegram، ولكن لم يشهد تطبيق دردشة استقرارًا، وآمان وخصوصية مثلما يوجد في واتساب.